عندما شغل إيال هولاتا منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2021 ـ 2023، كان منخرطا بعمق في التحضير لسيناريوهات تشهدها إسرائيل وإيران والمنطقة اليوم.
والآن، مع بلوغ التوترات مع إيران مستويات جديدة، يلقي هولاتا الضوء على كيفية إعادة إسرائيل صياغة قواعد الحرب الحديثة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي في جوهرها.
يقول: “إيران على بُعد 2000 كيلومتر. لا يمكننا التعامل معها بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الأعداء عبر حدودنا”. وقد دفعت هذه الحقيقة الجغرافية إسرائيل إلى السعي الحثيث لتطوير ونشر أنظمة طائرات بدون طيار متطورة يمكنها الضرب بعيدا وبدقة، دون نقاط الضعف التي تتميز بها العمليات المأهولة في عمق الأراضي المعادية.
أوضح دليل حتى الآن جسدته الضربة الإسرائيلية المباغتة لإيران في ليلة 12 يونيو. ووفقا لهولاتا، لم يكن ما شهده العالم مجرد سرب من الطائرات بدون طيار، بل ضربة منسقة من قبل أسطول كبير، حيث تم تشغيل كل طائرة بدون طيار بواسطة الذكاء الاصطناعي لتجنب الاصطدامات الجوية ولضرب الأهداف المحددة في اللحظة المناسبة تماما.
يقول هولاتا إن ذلك “إنجاز كبير. ما حدث في تلك الليلة لم يكن غارة جوية تقليدية. أصاب عددٌ كبير من الطائرات المسيّرة الناس داخل منازلهم. أعتقد أنه مثال على ما قد نراه في المستقبل: إسرائيل قادرة على ضرب الأفراد الذين تريدهم بالضبط، أو تدمير مبانٍ بأكملها”.
في حين أن القفزة التكنولوجية الإسرائيلية تُثير الإعجاب، يُشير هولاتا إلى مفارقة، وهي أن الجزء الأكبر من الضرر الذي تُلحقه إيران بإسرائيل لا يزال يأتي من تكنولوجيا قديمة تعود إلى أربعينيات القرن الماضي – الصواريخ الباليستية.
ويقول: “حاولت إيران استخدام أدواتٍ أكثر تطورا – صواريخ كروز، وطائرات مُسيّرة، وصواريخ شاهد بعيدة المدى، وهجماتٍ إلكترونية – لكن في النهاية، يأتي معظم الضرر الحقيقي من الصواريخ الباليستية. إنه درس مهم: عندما تُريد إحداث دمار واسع النطاق في الحرب، فإنك لا تزال بحاجة إلى قنابل كبيرة برؤوس حربية ثقيلة”.
لا يُفاجأ هولاتا بقدرات إسرائيل – ففي النهاية، كان من بين الذين صاغوها. ما أدهشه حقا هو رؤية الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية متقدمة كهذه بينما لا يزال غارقا في حرب ضارية في غزة.
يقول: “الكثير مما ترونه اليوم استغرق سنوات من التحضير، وقد شاركتُ في جزء كبير من هذا العمل. لم يُفاجئني ذلك. ما أدهشني حقا هو قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذها حتى مع استمرار احتراق غزة”.


