لماذا وسّعت إسرائيل أهدافها إلى منشآت الطاقة الإيرانية؟

الحرة's avatar الحرة2025-06-15

دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة تصعيد غير مسبوقة بعد تعرض البنية التحتية لقطاع الطاقة الإيراني إلى ضربات إسرائيلية مباشرة، خلال اليومين الماضيين.

ويهدد هذا التحول في مسار الصراع بإشعال منطقة الشرق الأوسط، وزعزعة أسواق الطاقة العالمية.

السبت، قصفت طائرات إسرائيلية شريان الاقتصاد الإيراني، وكان حقل غاز بارس الجنوبي، أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، من أبرز المواقع المستهدفة.

وأقرت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن الحريق الذي اندلع في الموقع جراء الضربات تبسبب في وقف مؤقت لإنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز.

ويرى جون جيلبرت، وهو خبير في مركز السيطرة على الأسلحة ومنع انتشارها، أن ضرب الاقتصاد الإيراني، يؤدي في النهاية إلى تحقيق هدف إسرائيل لتدمير البرنامج النووي الإيراني، إذ إن “بيع كميات كبيرة من النفط يتيح لإيران مواصلة مساعيها في المجال النووي، ويمكّنها من بناء مزيد من الصواريخ”.

ويشير ديفيد دي روش، الباحث في مركز الشرق الأوسط وجنوب آسيا، إلى أن إيران “ستواجه تحديات كبيرة” من دون مبيعات النفط لأنه مصدرها الرئيسي للأموال”.

وقد تكون هناك أهداف أكثر تعقيدا، كما يرى جيلبرت، لكن البنية التحتية للنفط والغاز تبقى “ضمن قائمة الأهداف العسكرية”.

ورغم إعلان السلطات الإيرانية السيطرة على الحريق في حقل بارس، لا يزال من غير المعروف حجم الأضرار الحقيقية والتداعيات بعيدة المدى على قطاع النفط الإيراني.

وتحدثت تقارير عن هجمات أخرى استهدفت مصفاة فجر جم للغاز الطبيعي جنوبي إيران، وميناء كانغان للغاز المسال، وحتى مستودع نفط شهران شمال غربي طهران.

إذا تأكدت هذه الضربات، فإنها ستكون المرة الأولى، على الإطلاق، التي توسع فيها إسرائيل عملياتها لتشمل قطاع الطاقة الإيراني مباشرة، بعد أن كانت تركز سابقا على المنشآت النووية والقواعد العسكرية وكبار القادة.

ويشير ألان آير، المتحدث الأميركي السابق للشؤون الإيرانية، إلى أن استهداف مواقع النفط والغاز سيؤثر بشكل كبير على قدرة إيران على توفير الطاقة لمواطنيها.

“لقد عانت إيران بالفعل من سلسلة انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، ما منعها ببساطة من توفير ما يكفي من الكهرباء لمواطنيها. كانت هذه مشكلة حتى قبل أن تبدأ إسرائيل قصفها”، يتابع آير في حديثه مع “الحرة”.

وتعتقد  الدبلوماسية الأميركية السابقة، باربرا سلافن أن الإسرائيليين يأملون في إثارة الاضطرابات داخل إيران وإضعاف النظام أيضا قدر المستطاع.

وتخلص تحليلات متداولة إلى إسرائيل ترسل من خلال مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية الحيوية، رسالة واضحة إلى الإيرانيين مفادها أنها مستعدة لتصعيد الصراع إلى مستوى غير مسبوق إذا استمرت إيران في برنامجها النووي وجهودها لزعزعة الاستقرار الإقليمي.

وهذا شكل من أشكال الردع، يهدف إلى إقناع إيران بأن ثمن أفعالها سيكون باهظا للغاية.

أسعار النفط

وبحسب رويترز، ارتفعت صادرات إيران من النفط الخام إلى أعلى مستوى لها منذ عدة سنوات عند 1.8 مليون برميل يوميا في الأشهر القليلة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ 2018، مدفوعة بالطلب القوي من الصين.

وتتابع الوكالة أن إيران هي ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، وتنتج حوالي 3.3 مليون برميل يوميا، فضلا عن 1.3 مليون برميل يوميا من المكثفات وغيرها من السوائل بما يمثل 4.5 بالمئة فحسب من الإمدادات العالمية.

ووفقا لبيانات كبلر، قامت إيران بتصدير نحو 1.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات في مايو أيار وهو ما يقترب من ذروة بلغتها في 2018.

وتقول شركة إف.جي.إي للاستشارات إن إيران تكرر بقية إنتاجها في مصافيها المحلية بطاقة إجمالية تبلغ 2.6 مليون برميل يوميا.

ووفقا لبيانات كبلر، صدرت إيران ما يقرب من 750 ألف برميل يوميا من المنتجات النفطية، بما في ذلك غاز البترول المسال، في مايو أيار.

وذكرت شركة إف.جي.إي أن إيران تنتج أيضا 34 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، وهو ما يعادل سبعة بالمئة من الإنتاج العالمي. ويجري استهلاك الغاز بالكامل محليا.

وتتركز مرافق إنتاج النفط والغاز الإيرانية بشكل أساسي في الجنوب الغربي، إذ تقع مرافق النفط في إقليم خوزستان والغاز في إقليم بوشهر والمكثفات من حقل بارس الجنوبي العملاق.

وتصدر إيران 90 بالمئة من نفطها الخام عبر جزيرة خرج.

إجراء انتقامي

ووسعت إسرائيل نطاق الأهداف لتشمل منشآت النفط والغاز الإيرانية بعد أن أطلقت إيران موجة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على إسرائيل. وهذا يشير إلى استهداف قطاع النفط الإيراني قد يكون إجراء انتقاميا في جانب منه، يستهدف إيران في أكثر الجوانب إيلاما من قطاعاتها الاقتصادية.

ووفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، كان مسؤول أمني إسرائيلي كبير قد حذر الجمعة من أنه إذا استهدفت إيران المناطق السكنية الإسرائيلية بالصواريخ الباليستية، وهو ما حصل بالفعل، فإن إسرائيل ستستهدف قادة النظام الإيراني والبنية التحتية للدولة.

توتر الأسواق

 سيطرت حالة من التوتر على المستثمرين اليوم الأحد قبيل فتح الأسواق، إذ تتنوع المخاطر بين ارتفاع احتمالات اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط والاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة اعتراضا على سياسات الرئيس دونالد ترامب والتي تهدد بمزيد من الفوضى على الصعيد المحلي.

وتبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات الليلة الماضية وحتى صباح الأحد، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستكثف هجماتها مع إلغاء طهران للمحادثات النووية التي كانت واشنطن ترى أنها السبيل الوحيد لوقف القصف.

وارتفعت أسعار النفط سبعة بالمئة الجمعة، مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات، ويراقب المستثمرون الوضع عن كثب لمعرفة مردود ذلك على الأسعار.

ونقلت وكالة رويترز عن سامي الشعار، كبير الاقتصاديين في لومبارد أودييه، قوله: “حتى الآن نحن في مرحلة ‘المواجهة المنضبطة'”، مشيرا إلى أن من السابق لأوانه الحديث عن أضرار اقتصادية حقيقية ومستمرة رغم ارتفاع المخاطر.

وشنت إسرائيل أمس السبت هجمات على منشآت نفط وغاز إيرانية لأول مرة، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية باندلاع حريق في حقل غاز.

وأدى الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران الذي بدأ في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى تراجع الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم، وارتفاع أسعار النفط وأثار موجة إقبال على الذهب والدولار، الذي عاود الظهور كأصل آمن للمرة الأولى منذ أشهر.


اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك لتصلك أحدث التقارير من الحرة

* حقل الزامي

اترك رد

https://i0.wp.com/alhurra.com/wp-content/uploads/2025/08/footer_logo-1.png?fit=203%2C53&ssl=1

تابعنا

© MBN 2025

اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading