قال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا يتطلب “نهجًا مرحليًا طويل الأمد”، يبدأ من التعاون في القضايا المشتركة وليس من تسوية ملفات الأرض.
وفي مقابلة خاصة، قال ساتلوف إن النزاع حول الجولان لا يمنع من توسيع اتفاق فصل القوات وتطوير تعاون اقتصادي–أمني يمهّد الأرض لخطوات لاحقة.
أما في لبنان، فالعقبة أما التطبيع “سياسية لا جغرافية”، وبذلك ففرص التطبيع مع إسرائيل “هائلة”، لكنها مشروطة بإنهاء سطوة حزب الله وتحقيق واقع سياسي جديد تُعبّر عنه الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد تسعة أشهر، حين تصبح الدولة الجهة الوحيدة الحائزة على السلاح.
أما في ملف التطبيع مع السعودية، فاعتبر ساتلوف أن نهاية حرب غزة تمثل “مفتاحًا أساسيًا” لتحريك المسار، وربما تخفيف بعض الشروط السعودية بشأن الدولة الفلسطينية.
وأوضح أن حجم العنف في غزة قد يجعل مجرد وقف إطلاق النار “إنجازًا كافيًا” لتسريع التقارب، مع إمكان أن تضطلع إدارة ترامب بدور فاعل في هندسة هذا التحول.
وحذّر من أن ضمّ الضفة الغربية من دون اتفاق مع الفلسطينيين “سيوقف مسار التطبيع مع السعودية”.
وحول غزة، دعا ساتلوف إلى انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي إلى أطراف القطاع، مع نشر قوات عربية وفلسطينية، معتبرًا أن استمرار الحرب غير مجدٍ، رغم تحميله حماس مسؤولية سقوط المدنيين.
وختم قائلًا: “الفرص الإقليمية كبيرة، وعلى إسرائيل أن تختار بين سلام موسّع أو حرب لا تنتهي”.
وهذا نص المقابلة:
زيارة نتانياهو إلى الولايات المتحدة أكدت المخاوف بشأن برنامج إيران النووي، خاصة بالنظر إلى المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى أن إيران قد تنتج، وبسرعة، يورانيوم صالحاً للاستخدام في الأسلحة.
كيف استطاعت الولايات المتحدة، أو الضربات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل، أن تؤثر على الجدول الزمني النووي لإيران؟ وما هي التحديات التي تراها أو تتوقعها للولايات المتحدة وإسرائيل في منع المزيد من التصعيد أو الاختراق، بالنظر إلى الانقسام القائم أيضاً سياسياً في الولايات المتحدة، بشأن الأضرار التي لحقت بإيران؟
من المهم أولاً وضع مجموعة التحديات الحالية في سياق أوسع. التحديات حقيقية. التحديات هي مسألة حياة أو موت. الهجوم على إيران أضر ببرنامج إيران النووي، لكنه لم يدمره. إيران حيوان جريح قد يحاول الهروب. لكن من المهم تقديم السياق. السياق هو أن الشرق الأوسط اليوم في حالة أفضل بكثير من حيث السلام والأمن والاستقرار، أكثر مما كان عليه قبل عامين، أو خمسة أعوام، أو عشرة أعوام.
ذلك لأن إيران وشبكة وكلائها الواسعة، التي بدت متصاعدة القوة، بدت قادرة على مواجهة أميركا وشركائها المحليين. هاجمت حلفاء الولايات المتحدة في السعودية والإمارات وإسرائيل، هاجمت حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة. على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية، بدوا في وضع هجومي. لكن اليوم، تعرضوا لضربة موجعة. تعرضت إيران لضربة موجعة من إسرائيل والولايات المتحدة. حزب الله تعرض لضربة موجعة. نظام الأسد قد انتهى. حماس تعرضت لضربة موجعة. الوكلاء في المنطقة في موقف دفاعي. الصورة العامة إيجابية للغاية.
في هذا السياق وحده، يمكن البدء في معالجة المسألة التكتيكية التي طرحتها، وهي مهمة. قد يكون لدى إيران حافز أكبر للمضي قدماً في برنامجها النووي، من خلال أجهزة طرد مركزي سرية، ومن خلال منشآت سرية، ومن خلال مخزونها من اليورانيوم المخصب. قد يكون ذلك ممكناً. لهذا كان من المهم بالنسبة للرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتانياهو إعادة تأكيد استعدادهما لمهاجمة إيران مرة أخرى إذا لم تسلك إيران طريق الدبلوماسية، واختارت بدلاً من ذلك طريق المواجهة. هذا الخيار هو خيار إيران، وعلى إيران أن تتخذ القرار الحكيم. لن يحصلوا على سلاح نووي. هذا واضح. الولايات المتحدة وإسرائيل، سواء بشكل منفرد أو مشترك، سوف يمنعان ذلك.
لكن إيران قد تحاول مرة أخرى، مهما كان ذلك غبياً. ومع ذلك، فإن الخيار لهم. قد يعتقد المرء أن احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران ما يخفف العقوبات المفروضة على إيران، في سياق تخلي إيران عن التخصيب، وتخلي إيران عن قدرة التخصيب النووي الذاتية، وتخلي إيران عن الجزء الأكبر من برنامجها للصواريخ الباليستية. قد يعتقد المرء أن هكذا صفقة ممكنة ومنطقية. بالطبع، قد يكون لإيران رؤية مختلفة تماماً. هذه جمهورية إسلامية تحركها حوافز مختلفة تماماً عن معظم الأنظمة. لذلك لا يمكننا اعتبار هذا أمراً مفروغاً منه.
أما بالنسبة لحزب الله، في نهاية المطاف، المسؤولية ستقع على عاتق الحكومة اللبنانية. يمكن للإسرائيليين تحقيق قدر معين من الإنجازات من خلال جهودهم الخاصة، من خلال العمل العسكري ضد حزب الله. ولكن في النهاية، ضمان عدم حصول حزب الله على أسلحة لإكراه الشعب اللبناني، أو لابتزاز الناخبين اللبنانيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، سيكون ذلك أمراً سيتعين على الحكومة اللبنانية القيام به.
وهذا أيضاً ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار: أن من مسؤولية الحكومة نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان، بما في ذلك حزب الله، وليس فقط في الجنوب، ولكن في جميع أنحاء البلاد.
كثيرون في لبنان، سواء كانوا مؤيدين لحزب الله، سواء كانوا شيعة أو لا، هناك بعض الأصوات في لبنان، بما في ذلك أصوات مسيحية من أحزاب سياسية مختلفة، يقولون: كيف يمكننا نزع سلاح الحزب بينما يفتقر الجيش اللبناني إلى القوة؟ وفي الوقت نفسه، نسمع أصواتاً متطرفة من أقصى اليمين المتطرف في إسرائيل، يقولون: إننا نريد التوسع، لبنان جزء من أرضنا، جزء من الأراضي المحيطة بإسرائيل هي أراضينا. كيف يمكن تهدئة تلك الأصوات أو طمأنتها في رأيك؟
للأسف، الشرق الأوسط لآلاف السنين ملأته الأفكار المتطرفة. علينا ألا نستمع للضجيج، وأن نركز على السياسات الحقيقية للدول. وليس هذا من سياسة الدولة في إسرائيل. لا رغبة بتوسيع أراضي إسرائيل وراء الحدود الدولية مع لبنان.
هل ترغب بنقاش حول الضفة الغربية؟ هناك جدل حقيقي حول الضفة الغربية، بالتأكيد. تريد نقاشاً حول لبنان؟ الأمر محسوم. لا طموحات لإسرائيل في المطالبة بأراضٍ لبنانية. هذا وهم. هذه شائعة كاذبة، اختلقها أشخاص في لبنان يريدون لحزب الله أن يظل مسلحاً، وغذتها بعض التعليقات المجنونة من أشخاص نكرة ينتمون لأقصى اليمين في إسرائيل. الجادون يجب أن يركزوا على القضايا الجادة.
المهم الآن: الانتخابات المقبلة في لبنان يجب أن تعكس الواقع السياسي الجديد. من المروع للانتخابات المقبلة في لبنان أن تعكس الواقع السياسي القديم، عندما كان حزب الله لا يزال حركة قوية ومهيمنة.
لكن حزب الله تم تحجيمه. لكن إذا سُمح له بالاحتفاظ بأسلحته، وتوجيهها نحو الناخبين الشيعة في جميع أنحاء البلاد، ستحرف نتائج الانتخابات. ولن يتمكن لبنان أبداً من المضي قدماً وتحقيق الإصلاحات في الداخل والسلام في الخارج، وهو ما يستحقه.
نأمل أن تفي الحكومة اللبنانية بمسؤوليتها وتصادر جميع أسلحة الميليشيات. مثير للاهتمام ما قاله زعيم الحركة الدرزية، وليد جنبلاط. قال ذلك مؤخراً، أقرّ علناً أنه في ظل الظروف الحالية علينا تسليم أسلحتنا للدولة، لأننا في عصر جديد. هذه واقعية.
هل تعتقد أنه كان يقرأ الوضع العالمي والإقليمي، وكان يقول ذلك بصوت عالٍ؟
بالضبط. تلك واقعية. لقد فعل ذلك طواعية. حسناً، ربما لن يقوم حزب الله بذلك طواعية. أنا آسف، لكن القوات المسلحة اللبنانية أقوى بكثير، أقوى عسكرياً بشكل كبير اليوم من حزب الله، أكثر من أي وقت مضى. إذا لم يكن الآن، فمتى؟ لأن حزب الله سيستغل الوقت والفرصة لتخزين المزيد من الأسلحة، واكتساب المزيد من القدرة لمواجهة القوات المسلحة اللبنانية.
الآن هو الوقت المناسب. الآن هو الوقت…
وهذا يأتي بنا إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات الإقليمية. تواصل إدارة ترامب إعطاء الأولوية لتوسيع اتفاقيات أبراهام، بالإضافة إلى الموقعين الحاليين. ما هو التقدم الملموس الذي تراه، إن وجد، نحو التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟ لا سيما بالنظر إلى الشرط الذي أعلنته الرياض: وقف إطلاق النار في غزة، ومسار نحو إقامة دولة فلسطينية. لا نرى حكومة نتانياهو تناقش هذا المسار.
أنت محق. أعتقد أنه يجب أن نُضفي بعض الواقعية على هذه المناقشة أيضاً. لا شك أن الطريق إلى التطبيع بين الرياض والقدس يمر بخط النهاية لحرب غزة. أعتقد أن هذا احتمال حقيقي. نأمل أن يكون هذا شيئًا يمكن لدونالد ترامب أن يهندسه، بناءً على دعمه الناجح لإسرائيل في مواجهة التحدي النووي الإيراني. نأمل أن يتمكن دونالد ترامب من إنهاء حرب غزة.
أعتقد أن التوازن قد تغيّر قليلاً. أتوقع أن نهاية حرب غزة ستكون حدثاً بالغ الأهمية. من المرجح أن يقدم السعوديون مطالب أقل في ما يتعلق بمسار إقامة الدولة الفلسطينية. مدى العنف في الصراع بغزة كان ضخماً لدرجة أن نهايته ستكون موضع احتفال كبير، وقد يكون ذلك بحد ذاته كبيراً كفاية، أو على الأقل يعوّض بعض الخطوات السياسية التي قال السعوديون إنهم يريدونها نحو إقامة دولة فلسطينية.
سيكون هناك ارتياح كبير في الشرق الأوسط في نهاية حرب غزة، ما قد يخلق بعض الفرص.
في إدارة ترامب الأولى، حاول ترامب الحفاظ على هذا الإرث: أولاً اتفاق أبراهام، وثانياً التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بالتوازي مع مطلب ضم الضفة الغربية. وقررت السعودية ألا مسلك نحو التطبيع دون مسار لإقامة دولة فلسطينية.
هل تعتقد أن هذا لا يزال ينطبق اليوم؟
أعتقد أنه من الصعب جداً جداً أن نتخيل تطبيعاً بين السعودية وإسرائيل إذا مضت الحكومة الإسرائيلية في ضم أراضٍ في الضفة الغربية دون اتفاق مع السلطة الفلسطينية. بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية شيء، لكن ضم الأراضي بالفرض على الفلسطينيين، أعتقد، سيضع علامة توقف، ضوءاً أحمر ساطعاً في مسلك التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
بالنظر إلى سوريا ولبنان: أعربت إسرائيل عن اهتمامها بالتطبيع. كيف تقيم احتمالات التوصل إلى هكذا اتفاقات، خاصة بالنظر إلى مطلب سوريا بانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، وموقف حزب الله الثابت ضد نزع السلاح حتى تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان؟ ما هي العواقب المحتملة على لبنان إذا طبّعت سوريا علاقاتها مع إسرائيل، لكن دون أن تطبع بيروت؟
بالنسبة لسوريا ولبنان، أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى أن نأخذ نفساً عميقاً. لن نتجاوز الحال الذي نحن فيه اليوم ونصل إلى السلام والتطبيع غداً. ستكون هذه عملية بمراحل مع البلدين، كما تقول.
مع سوريا، هناك جانب مساحي مهم جداً معوق للسلام والتطبيع. الطرفان يطالبان بهضبة الجولان كجزء من تراثهم الوطني. في الواقع، تعترف الولايات المتحدة بأن مرتفعات الجولان هي الآن جزء شرعي من إسرائيل. سوريا ترفض ذلك رفضاً قاطعاً.
الآن، هذا لا يعني أن الجانبين عالقان في وضعية الثبات. هناك أشياء كثيرة يمكنهم البدء بها: يمكنهم البدء في البناء على اتفاق فصل القوات، تعميقه، توسيعه، وإضافة عنصر اقتصادي إليه. هناك العديد من المصالح المشتركة التي يمكن تحقيقها قبل السلام والتطبيع. وربما، في نهاية الطريق، طريقة لمعالجة النزاع حول الأراضي. لكنهم لن يبدأوا من هناك. سيبدأون بالمصالح المشتركة الأكثر إلحاحًا.
مع لبنان، الأمر مثير للاهتمام. لا يوجد أي نزاع حول الأرض على عكس الحالة السورية. بضعة أمتار هنا، بضعة أمتار هناك، هذا ليس نزاعاً إقليمياً. هذه مشكلة فنية يحلّها مساحو الأراضي. في الأساس، القضية سياسية مع لبنان. قضية سياسية يمكن أن تتم معالجتها من خلال الالتقاء حول المصالح السياسية.
أعتقد أنه بمجرد إنجاز أمور معينة، أي بمجرد أن تصبح الدولة اللبنانية المصدر الوحيد للسلطة العسكرية في البلاد، وبمجرد إجراء انتخابات برلمانية في لبنان تعكس هذا الواقع الجديد – وهي ستحدث بعد تسعة أشهر فقط من الآن – عندها يمكن أن يكون لبنان على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو السلام والتطبيع، ما يعود بالفائدة الكبيرة على الشعب اللبناني، وبسرعة.
أعتقد أن الفرص المتاحة مع لبنان هائلة بالفعل. للأسف، هناك عائق سياسي، وليس نزاعاً يتعلق بالأراضي. إنها عقلية مدفوعة باستمرار تسلّح حزب الله، ما يُستخدم لابتزاز جزء كبير من السكان. حلّ هذه المسألة – وأعتقد أن الطريق إلى السلام الحقيقي بين إسرائيل ولبنان – حقيقي للغاية.
لنتحدث عن غزة والضفة الغربية، ومستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. على الرغم من اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 60 يوماً، لا يزال حل دائم في غزة بعيد المنال. رئيس الوزراء نتانياهو يواجه معارضة شديدة من حلفائه من أقصى اليمين بشأن إنهاء الحرب. ما هو تقييمك لاحتمالات التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة؟ وكيف تؤثر الضغوط السياسية الداخلية في إسرائيل، ولا سيما العلاقات داخل ائتلاف نتانياهو، على تشكيل هذا النهج؟
في النهاية، القيادة تتجلّى في اتخاذ القرارات. والقيادة في إسرائيل، أي رئيس وزراء إسرائيل، سيتعين عليه في مرحلة ما اتخاذ قرار بشأن الأولويات المتنافسة.
من ناحية، هناك فرصة لترسيخ مكانة إسرائيل بمجموعة من اتفاقيات السلام والتطبيع مع جميع الدول المجاورة لها، للاستفادة من هذه الشراكات، لعزل أعداء إسرائيل – جمهورية إيران الإسلامية. وهذا يرفع مكانة إسرائيل باعتبارها مركزًا لشبكة دول ذات التوجهات المماثلة، التي ترغب في مساعدة بعضها البعض، وبناء شرق أوسط يسوده السلام والازدهار.
هذا حقيقي. قد يبدو وكأننا نتحدث عن “أسود ترقد مع الحملان”، ولكن هذا احتمال حقيقي.
بدلاً من ذلك، يمكن لإسرائيل أن تواصل القتال، حربًا لا تنتهي في غزة، ضد آخر رجل من حماس باقٍ على قيد الحياة. أعتقد أن رئيس الوزراء سيتخذ القرار النهائي في نهاية المطاف.
حسب التقارير، دكتور ساتلوف، عند نقاط الإغاثة، في هذه اللحظة، المدنيون يموتون. ليس حماس وحدها.
للأسف، هذا صحيح تمامًا. ما زلت أحمل حماس المسؤولية النهائية عن عدد القتلى المرتفع بين المدنيين الفلسطينيين، لكن ذلك لا يوقف الموت. أنا أتفق معك تمامًا في هذا.
أعتقد أن هناك طرقًا أخرى لمعالجة الوضع الأمني في غزة. أعتقد أن فرصة وجود عسكري عربي وفلسطيني، مع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى أطراف غزة بدلاً من نشرها في جميع أنحاء غزة، هو خيار واضح. أنا متفائل بأننا سنصل إلى ذلك بسرعة كبيرة.
من الصعب أن نرى بديلاً لا يصل في النهاية إلى هذا الهدف، وأنا أفضل الوصول إلى هناك بسرعة أكبر، وحماية حياة المدنيين الفلسطينيين وحياة الإسرائيليين في هذه العملية.
صفقة القرن قدّمت رؤية لدولة فلسطينية، قوبلت بالرفض. في ضوء الصراع الحالي في غزة، والتوترات المستمرة في الضفة الغربية، هل تعتقد أن هناك أي طريق قابل للتطبيق لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة أو إدارة ترامب في إحياء مفاوضات ذات مغزى؟
هنا، مرة أخرى، أعتقد أننا يجب أن نعترف بواقع سياسي معين. هذه الجبهة – الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية – قد تعرّضت لضربة موجعة. مهما كانت صعوبة الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في السادس من أكتوبر 2023، فالأمر أصعب بكثير الآن، نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر 2023، وآخر 21 شهراً من الصراع.
أعني، ربما أظل – بشكل مثالي – أظل متفائلًا استراتيجيًا بشأن الاحتمالات طويلة الأمد للتوصل إلى حل بين الطرفين. لكنني لست متفائلًا إلى درجة أن أعتقد أن ذلك سيحدث في أي وقت قريب.
أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى إدراك أن هناك من يتحركون بـ”سرعات” متعددة هنا. السؤال هو: ما إذا كانوا يتحركون في نفس الاتجاه تقريبًا أم لا، على الرغم من اختلاف السرعات بشكل كبير.
أعتقد أن الدول العربية يمكنها التحرك بسرعة أكبر بكثير من أن يتحرك الفلسطينيون، بسبب ما حدث خلال الأشهر الـ21 الماضية.

جو الخولي
جو الخولي صحافي مختص في الشؤون الدولية، يتمتع بخبرة ميدانية تمتد لأكثر من عقدين بين واشنطن العاصمة والشرق الأوسط. وهو خريج جامعة جورجتاون وشارك في برنامج الزمالة الصحافية لشبكة CNN. تتركز أعماله على السياسة الخارجية الأميركية، والسياسة في العالم العربي، والدبلوماسية. بفضل معرفته بالمنطقة وأسلوبه الواضح، يقدّم تغطية تجعل القضايا العالمية المعقدة سهلة الفهم وقريبة من الناس.

