ألغت الولايات المتحدة اجتماعات كانت مقررة في واشنطن مع قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل بعد اعتراضها على بيان أصدره الجيش، يوم الأحد، بشأن التوتر الأمني على الحدود مع إسرائيل.
ووصف مسؤول أمني لبناني، في تصريح لـ”رويترز” الخطوة بـ”المفاجئة والصادمة” مما دفع قائد الجيش إلى إلغاء الزيارة، التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي.
وفي بيانه يوم الأحد الماضي، استنكر الجيش اللبناني “استهداف (إسرائيل) دورية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”، قائلاً إن ” العدو الإسرائيلي يصرّ على انتهاكاته للسيادة اللبنانية، مسببا زعزعة الاستقرار في لبنان، ومعرقلا استكمال انتشار الجيش في الجنوب”.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد تحدّثت عن تحفّظ هيكل على “خطة الحكومة لنزع سلاح حزب الله” وتلويحه بالاستقالة، خلال اجتماع مجلس الوزراء في أغسطس الماضي.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يوسف دياب إن “قرار الإدارة الأميركية يحمل مؤشرات بالغة الخطورة، وإيحاءات برفع الغطاء عن الجيش اللبناني”. وبرأيه، “قد يؤدي هذا المناخ إلى جولة تصعيد عسكرية جديدة في لبنان، لا تستهدف حزب الله فقط، بل قد تطال الجيش اللبناني أيضاً”.
وتعد واشنطن داعما رئيساً للجيش اللبناني، الذي يعاني من ضعف العتاد والتجهيزات وشحّ التمويل، إذ قدّمت دعما بأكثر من ثلاثة مليارات دولار على مدى الأعوام العشرين الماضية، في سياسة تهدف إلى دعم مؤسسات الدولة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد وافقت، في مارس الماضي، على استثناء يتيح تحويل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصّصة للجيش اللبناني، تشمل متفجرات وأدوات لوجستية ووسائل نقل.
وقد عبّرت عضو مجلس الشيوخ جوني إرنست عن خيبة أملها من موقف الجيش، فيما قال عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، على منصّة “إكس”، إن “رئيس الأركان اللبناني، بسبب الإشارة إلى إسرائيل كعدو وجهوده الضعيفة التي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله، يمثل انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام”، مشدداً على أن “هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية ليست استثماراً جيّداً جداً للولايات المتحدة”.
لكن دياب يشير إلى أن الجيش اللبناني “كان وسيبقى شريكاً أساسياً للولايات المتحدة”، كاشفاً عن أنه تواصل مع “مسؤولين في المؤسسة العسكرية، الذين أكدوا أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أيّ خطوة لوقف المساعدات، وأن برامج الدعم لا تزال مستمرة”.
وينصّ “اتفاق إطلاق النار” بين لبنان وإسرائيل، على مصادرة “كلّ الأسلحة غير المصرح بها”، بداية من المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني، وهي المنطقة الأقرب إلى إسرائيل، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من لبنان.
لكن حزب الله يقول إن الاتفاق ينطبق فقط على المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني.
وتتهم إسرائيل حزب الله بمحاولة إعادة التسلّح، في حين تؤكد الحكومة اللبنانية أن إسرائيل تنتهك الاتفاق بعدم الانسحاب والاستمرار في تنفيذ الغارات الجوية.
ورغم المواقف المتناقضة وإلغاء زيارة هيكل إلى الولايات المتحدة، يلفت دياب إلى التزام الجيش اللبناني الكامل بالخطة التي قدّمها لمجلس الوزراء في 5 سبتمبر، والهادفة إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

أسرار شبارو



