أميركا تتذكر
حكاية عن الحرية يرويها ماء وحجر

أميركا تتذكر
- عدسة ونص:
- لارا عجمي

منذ أن جئت إلى الولايات المتحدة قبل 13 عاماً، وأقمت في ضواحي واشنطن، لم أزر النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية، كما يفعل كثيرون من سكان المدينة وزوّارها. لذلك، عندما طلب مني المحرر إعداد تقرير مصوّر حول أحد معالم المدينة، اخترت هذا المكان. .

هنا تُردد الحجارة أصداء حكايات الحرب وتؤرّخ لمعاركها. وأنا أمشي بين هذه النقوش ونوافير المياه، كنت أفكّر: كيف يتذكر الحرب من عاشها؟ وهل يطوي صفحتها؟ وكيف؟

وجّهت الكاميرا نحو مشهد بسيط: رجل يسير مع كلبه بجانب نافورة المياه، ويظهر خلفه نصب لنكولن. كلّ شيء يبدو طبيعيّا هنا، وهذا بالضبط ما يمنح المكان قوته وأهميته.

العائلات تلتقط الصور، السياح يستمتعون برذاذ الماء، وخريرها ينساب مع أحاديث الناس الذين يقضون وقتاً هادئاً وسعيداً. هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تبثّ الروح في المكان وتجعله حيّا.

الحرية، اللقاءات، والأمان هي ما يميز الحياة في الولايات المتحدة. شعور لا يُقدّر بثمن، لكنه يذكّر دائماً بأن السلام الحقيقي لا يُمنح بسهولة.

والسلام الذي ينعم به الناس هنا في الولايات المتحدة لم يكن مجّانيّا، فقد تمّ دفع ثمنه سنوات من التضحيات والنضال .

الأعمدة الحجرية الـ56 التي تحيط بالساحة ترمز إلى وحدة الولايات والأقاليم الأميركية التي قاتلت معاً من أجل النصر. كلّ عمود يحمل اسماً يذكّر بأن الانتصار لم يكن عملاً فردياً، بل ثمرة تضامن جماعي.

في نهاية الساحة يمتد "جدار الحرية"، الذي يختصر معنى المكان كلّه. عليه تلمع 4,048 نجمة ذهبية، تمثّل كلّ واحدة منها مئة شخص فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الثانية. تقف أمام الجدار وتشعر أن الأرقام تتحوّل إلى وجوه، وأن التاريخ لم يكن يوماً بعيداً.

وأمام "جدار الحرية"، تدرك أن الحروب تنتهي، لكن قيمة السلام باقية. ربما هذا هو معنى المكان: أن تتذكّر الماضي، وتقدّر الحاضر، وتمضي بامتنان نحو المستقبل.

منذ أن جئت إلى الولايات المتحدة قبل 13 عاماً، وأقمت في ضواحي واشنطن، لم أزر النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية، كما يفعل كثيرون من سكان المدينة وزوّارها. لذلك، عندما طلب مني المحرر إعداد تقرير مصوّر حول أحد معالم المدينة، اخترت هذا المكان. .

هنا تُردد الحجارة أصداء حكايات الحرب وتؤرّخ لمعاركها. وأنا أمشي بين هذه النقوش ونوافير المياه، كنت أفكّر: كيف يتذكر الحرب من عاشها؟ وهل يطوي صفحتها؟ وكيف؟

وجّهت الكاميرا نحو مشهد بسيط: رجل يسير مع كلبه بجانب نافورة المياه، ويظهر خلفه نصب لنكولن. كلّ شيء يبدو طبيعيّا هنا، وهذا بالضبط ما يمنح المكان قوته وأهميته.

العائلات تلتقط الصور، السياح يستمتعون برذاذ الماء، وخريرها ينساب مع أحاديث الناس الذين يقضون وقتاً هادئاً وسعيداً. هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تبثّ الروح في المكان وتجعله حيّا.

الحرية، اللقاءات، والأمان هي ما يميز الحياة في الولايات المتحدة. شعور لا يُقدّر بثمن، لكنه يذكّر دائماً بأن السلام الحقيقي لا يُمنح بسهولة.

والسلام الذي ينعم به الناس هنا في الولايات المتحدة لم يكن مجّانيّا، فقد تمّ دفع ثمنه سنوات من التضحيات والنضال .

الأعمدة الحجرية الـ56 التي تحيط بالساحة ترمز إلى وحدة الولايات والأقاليم الأميركية التي قاتلت معاً من أجل النصر. كلّ عمود يحمل اسماً يذكّر بأن الانتصار لم يكن عملاً فردياً، بل ثمرة تضامن جماعي.

في نهاية الساحة يمتد "جدار الحرية"، الذي يختصر معنى المكان كلّه. عليه تلمع 4,048 نجمة ذهبية، تمثّل كلّ واحدة منها مئة شخص فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الثانية. تقف أمام الجدار وتشعر أن الأرقام تتحوّل إلى وجوه، وأن التاريخ لم يكن يوماً بعيداً.

وأمام "جدار الحرية"، تدرك أن الحروب تنتهي، لكن قيمة السلام باقية. ربما هذا هو معنى المكان: أن تتذكّر الماضي، وتقدّر الحاضر، وتمضي بامتنان نحو المستقبل.




