أثار اغتيال إسرائيل القيادي البارز في حزب الله هيثم الطبطبائي في غارة جوية على بناية سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، تساؤلات حول احتمال رد حزب الله من عدمه، وطببيعة وخيارات الحزب في حال قرر الرد.
ويشكل قتل الطبطبائي، من حيث توقيته والشخصية المستهدفة، تصعيداً في موجة الاغتيالات الإسرائيلية المستمرة لقيادات وعناصر الحزب، ويوجّه ضربة كبيرة لجهوده في إعادة بناء هرم القيادة العسكرية وإعادة التسلّح، كما يؤكد مراقبون.
من حيث المبدأ، يشكّل مقتل الطبطبائي، تحدّياً مباشراً لمعادلة الردع التي يسعى حزب الله إلى تكريسها منذ سنوات، لكن احتمال الرد عليه يحمل مخاطر عدة ويخضع لاعتبارات كثيرة عسكرية وسياسية محلّية وإقليمية ودولية.
يقول رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحفي علي الأمين إن الحزب يجد نفسه اليوم أمام مأزق حقيقي، “فهو غير قادر على الردّ خشية الانزلاق إلى مواجهة واسعة قد تدفع البلاد نحو كارثة، في وقت تبدو إسرائيل وكأنها تترقب أيّ ردّ منه لتوسيع عملياتها العسكرية”.
ويرجّح الأمين، في حديثه لموقع “الحرة”، أن حزب الله لن يبادر إلى الرد، لكن الامتناع عن ذلك “لن يكون بلا ثمن، إذ قد يشجع إسرائيل على تصعيد ضرباتها”.
وتلعب عوامل عدة دوراً في “فرملة” أيّ توجّه لدى الحزب للرد. من هذه العوامل: وضعه العسكري، والخسائر البشرية التي مني بها منذ بدء ما أسماها “حرب الإسناد”، و”مقتل قيادته”، وقطع العديد من طرق امداده بالسلاح عبر سوريا، والخشية من موجة نزوح جديدة للمدنيين اللبنانيين إذا ما ردّت إسرائيل، فضلاً عن الظروف السياسية اللبنانية والإقليمية.
وإذا كان ثمة من يرى أن الحزب يمكن أن يردّ، بشكل محسوب، لاعتبارات عدة منها ضرورة “استعادة معادلة الردع”، فإن الأمين يشدد على أن قرار حزب الله في النهاية، ولا سيما ما يتعلق بسلاحه، ليس لبنانياً، لافتاً إلى أنه “ملتزم بالكامل بالقرار الإيراني وتوجيهات الولي الفقيه، فيما يبقى الدور القياديّ المحلي غائباً عن هذه القرارات الاستراتيجية”.
” خيار حزب الله اليوم هو مزيد من الالتصاق بالقرار الإيراني، مع توقّع استمرار الضربات وربما كوارث إضافية سيدفع ثمنها لبنان عموماً، وحزب الله وبيئته الشيعية على وجه الخصوص”، يختم الأمين.
وإزاء هذه المعطيات، هناك من يرى أن الحزب قد يلجأ إلى “مسك العصا من المنتصف”: الردّ بضربة محسوبة ومحدودة ورمزية.

أسرار شبارو



