مرحبًا بكم مجددًا في «أجندة MBN»، النشرة الجديدة من شبكة الشرق الأوسط للإرسال، المنصة العربية الرائدة في أخبار المنطقة وتحليل قضاياها. نافذتكم على ما يحرك النقاش في العواصم العربية الرئيسية وواشنطن.
لدينا اليوم عدد خاص بمناسبة موسم الأعياد: رئيسة تحرير MBN، ليلى بزي، تستعرض عامًا غيّر الكثير في الشرق الأوسط، وتلقي نظرة على أبرز التحديات والتطورات المتوقعة في 2026.
كما يروي الباحث في شؤون الإسلام وكاتب المقالات في MBN، مصطفى أكيول، حكاية “ميلادية” بامتياز عن معنى العيد وميلاد السيد المسيح بالنسبة للمسلمين — وما الذي ينبغي أن يعنيه اليوم.
وفي فقرة «الخاتمة»، نعرض أكثر الأعمال الصحفية قراءةً ومشاهدةً على قناة الحرة، المنصة الرئيسية لشبكة MBN، خلال عام 2025.
ورغم أجواء الأعياد، لا تزال الأخبار كثيرة وثقيلة — والأكثر إلحاحًا بينها ثلاثة مواعيد نهائية تلوح في الأفق وتخيم على مستقبل إسرائيل وغزة ولبنان وسوريا.
سنتوقف الأسبوع المقبل، ونعود إلى إيميلاتكم في 6 كانون الثاني / يناير. وإذا كنتم تفضلون القراءة بالإنكليزية، اضغطوا هنا. شاركونا آراءكم في أي وقت عبر: mbnagenda@mbn-news.com. وإذا وصلتك هذه النشرة عبر إعادة توجيه، يمكنكم الاشتراك من هنا.
— تشين، عزت، جو، وآية
شيئان جديدان
عام انتهت فيه الحروب — لكن لم تنتهِ الصراعات
قبيل مغادرتي منزلي في فرجينيا لقضاء عطلة الأعياد في بيروت، سألني أحد الزملاء، مستعيدًا عبارة شهيرة لرونالد ريغان عام 1980:
هل حال لبنان اليوم أفضل مما كان عليه في بداية العام؟
كان جوابي فوريًا، لكنه غير مكتمل.
قلت: «نعم»، وصمتت برهة. ثم ما لبثت أن أضفت: «ولا«
هذا التردد ينطبق على الشرق الأوسط بأسره في 2025. وهو ليس مجرد إشكال تحليلي، بل تجربة معاشة.
على مدار العام الماضي، تابعنا — كصحفيين في MBN — تحولات كبرى في منطقتنا لحظة بلحظة: حروب تتباطأ من دون أن تنتهي، موازين قوى تميل من دون أن تستقر، واختراقات دبلوماسية تصطدم بوقائع لم تُحسم على الأرض. من واشنطن إلى بيروت، وفي كل أرجاء المنطقة، عشنا لحظات لم نعد فيها نشعر بالانفصال الكامل عن الأحداث. أحيانًا شعرنا أننا ندوّن التاريخ؛ وأحيانًا أخرى، أننا نتحرك داخله.
المنطقة اليوم ليست مستقرة ولا منهارة. بل تمر بعملية إعادة ترتيب بإشراف وإدارة، تُشكّلها تحولات القوة أكثر مما تُحسم عبر تسويات تفاوضية.
اقرأوا المقال الكامل لرئيسة تحرير MBN، ليلى بزي، حول ما حمله عام 2025 وما الذي ينبئ به العام المقبل.
المسيح، القرآن، والميلاد
سيكون هناك عيد ميلاد في الشرق الأوسط. صحيح أن المجتمعات الإسلامية تشهد توترات ونقاشات حول هذا العيد المسيحي، وأن بعض الفتاوى تحرّم على المسلمين الاحتفال به، لكنه مع ذلك عطلة رسمية في سوريا والسودان والأردن والعراق ولبنان. وإذا بحثتم قليلًا، ستجدون أغانٍ لعيد الميلاد يؤديها مسلمون. هل يبدو ذلك مفاجئًا؟ تذكّروا أن السيد المسيح هو النبي الوحيد الذي ترد قصة مولده في القرآن الكريم. وهذا ما يجعل يوم الخميس هذا أكثر خصوصية في العالم العربي مما يدركه كثيرون.
اقرأوا مقالة مصطفى أكيول اللافتة عن الإسلام وعيد الميلاد.
إقتباس الأسبوع
إذا كان أحد يستطيع أن يفعل شيئًا، فليفعله. أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا — فلا تلعنوني».
— الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال حديثه في جامعة الشهيد بهشتي للعلوم الطبية في طهران، 6 ديسمبر.
إشارات
ثلاثة مواعيد نهائية لتحديد مصير الشرق الأوسط
مع نهاية العام، لا شيء يشد الانتباه مثل موعد نهائي — ولا شيء يبدد هدوء العطلات مثله. هذا العام في الشرق الأوسط، يأتي إنذار نهاية العام بثلاثة مواعيد متزامنة.
غزة
ستُحسم الجهود للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من «خطة السلام لغزة» في ميامي، حيث يُتوقع أن يستضيف الرئيس دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر، بحسب مكتب نتنياهو.
ويأتي ذلك بعد اجتماع عُقد في ميامي في 19 ديسمبر بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومسؤولين من قطر ومصر وتركيا، لبحث تنفيذ المرحلة الأولى والاستعداد للمرحلة الثانية.
ترامب تعهد بأن تبدأ المرحلة الثانية قريبًا، لكن إسرائيل وضعت شروطًا، بينها الموافقة على تركيبة قوة دولية، وربط المرحلة بـ«نزع سلاح حماس». وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في البداية إن ترامب سيعلن المرحلة الثانية قبل عيد الميلاد، إلا أن صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) أفادت الآن بأن الاتفاق لن يُحسم قبل مطلع 2026.
وقال هاني مرزوق، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لـMBN إن إسرائيل لن تسمح لحماس بأي دور في الحكم أو بوجود مسلح تحت أي ظرف.
من جهتها، ترفض حماس نزع سلاحها وتطالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وبناءً عليه، سيكون على المفاوضين الأميركيين التوفيق بين مواقف متعارضة جذريًا في ميامي كي تمضي خطة السلام قدمًا.
لبنان
كما هو الحال في غزة، يداهم الوقت لبنان أيضًا. فإذا لم يُنزع سلاح حزب الله مع نهاية العام، تهدد إسرائيل بتدخل عسكري. وبحسب رويترز، قدّم المبعوث الأميركي توم باراك في أغسطس مقترحًا إلى لبنان يقضي بنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام. ولا يزال الحزب يرفض مطالب الحكومة اللبنانية بهذا الشأن، فيما تستمر الانقسامات الداخلية والخلافات السياسية حول القضية.
وكان قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل قد التقى الخميس الماضي في باريس مسؤولين فرنسيين وأميركيين وسعوديين، بهدف دعم الجيش اللبناني ودفع مسار نزع سلاح حزب الله نحو تقدم ملموس.
وقال فادي مكي، وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، لـشبكة MBN إن «المقترح الحالي لا يتضمن نزع سلاح حزب الله في كل أنحاء البلاد مع مطلع السنة، بل يقتصر على استكمال المرحلة جنوب نهر الليطاني بحلول نهاية العام، وهو ما سيتولاه الجيش اللبناني»، مضيفًا أن المراحل اللاحقة ستُستكمل لاحقًا.
وفيما تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمال تجدد الحرب في لبنان، قال مكي إن «المؤشرات تدل على أن الأمور تتجه نحو التهدئة».
لكن كلما طال تأجيل الحلول والتسويات في لبنان، ازداد خطر التصعيد العسكري الإسرائيلي.
سوريا
الموعد النهائي الثالث، هو أيضًا نهاية العام، ويتمثل في دمج «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة في الجيش السوري. وقد حدده ما يُعرف باتفاق آذار/ مارس، الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقوات سوريا الديمقراطية، والذي نص على إحراز تقدم في توحيد القوات بحلول نهاية 2025.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الحكومة السورية أرسلت مؤخرًا مقترحًا إلى القيادات الكردية، أبدت فيه استعدادها لدمج نحو 50 ألف مقاتل ضمن ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر تحت إشراف وزارة الدفاع السورية. وفي المقابل، طالبت دمشق بدخول قواتها إلى المناطق الخاضعة حاليًا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت الولايات المتحدة، عبر مبعوثها الرئاسي توم باراك، منخرطة بعمق في المحادثات بعد أن لعبت دور الوسيط في الاتفاق المذكور.
لكن الوضع الميداني تدهور سريعًا. إذ اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب في 22 ديسمبر، وأسفرت عن إصابات في صفوف الطرفين، بحسب تقارير إعلامية سورية.
وهنا أيضًا، يبدو الوقت عاملًا حاسمًا — في سوريا كما في لبنان وغزة وإسرائيل. فمصير المشرق في 2026، بين التصعيد أو الاستقرار، يتوقف على ثلاثة مواعيد نهائية، جميعها تنقضي خلال أيام معدودة.
بإيجاز
الذهب الأسود» الجديد — القديم — في الخليج
يتحرك الخليج «من النفط إلى الحوسبة»، ورغم أن طموحات المنطقة في مجال الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، فإن تقريرًا حديثًا أصدره هذا الأسبوع معهد الشرق الأوسط في واشنطن يُظهر أن سلاحها السري ليس جديدًا تمامًا: الطاقة.
ويرى كاتب التقرير، وزميل المعهد محمد سليمان، بأن معركة بناء الذكاء الاصطناعي «انتقلت من النماذج إلى الرقائق، ثم إلى الطاقة»، وهو تطور يحوّل الميزة التقليدية للخليج إلى أفضلية محتملة في سباق الذكاء الاصطناعي. فبناء «منظومة» متكاملة لا يعني شراء البرمجيات فقط، بل تأمين الرقائق، ومراكز البيانات، والكهرباء اللازمة لتشغيلها بسرعات وأحجام تعجز كثير من الديمقراطيات عن إقرارها أو تمويلها.
ويوضح ذلك أكثر توقعات التقرير اللافتة للانتباه: إذ قد تمثل دول الخليج نحو 5 إلى 10 في المئة من القدرات العالمية الجديدة للحوسبة المهيأة للذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل، متجاوزة الحصة المتوقعة لأوروبا، ومتقدمة بما يفوق وزنها الديمغرافي والاقتصادي.
في هذا الفيديو يشرح جو الخولي كيف تستخدم دول الخليج الذكاء الاصطناعي.
حوار
سوريا على حافة الانهيار
قد يكون التفاؤل الأخير بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا غافلا عن مدى هشاشة الوضع في البلاد. فالهجوم الدموي قرب تدمر والذي أودى بحياة جنديين أميركيين ومترجم مدني كشف عن تصدعات عميقة داخل النظام الأمني السوري الجديد، وأثار شكوكًا حول قدرة الرئيس أحمد الشرع على ضبط الفصائل المسلحة التي باتت مندمجة في بنية الدولة.
ويل تودمان هو مدير مكتب قسم الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وقد عاد مؤخرًا من زيارة إلى سوريا.
قال لجو الخولي في برنامج (The Diplomat) من شبكة (MBN)
«هناك على الأرجح تفاؤل مفرط في واشنطن. لم ألحظ إدراكًا حقيقيًا لحجم التحديات التي يواجهها السوريون».
وأضاف: «ما يجري تجاهله باستمرار هو الاعتقاد بأن الشرع قادر على ضبط الجماعات. في الواقع إن بعضهم يشعر بأنه أصبح معتدلًا أكثر مما ينبغي».
وتابع: «هناك منطقة رمادية هنا. هل كان هذا الهجوم من داعش؟ أم من شخص متأثر بداعش؟ أم من طرف غاضب من تنامي التنسيق الأميركي–السوري؟ إذا كان الاحتمال الأخير، فذلك أكثر إثارة للقلق».
وأشار إلى أن «هناك فصائل رئيسية داخل الحكومة السورية لا تريد الانفتاح على الغرب، وترى أن الشرع ذهب بعيدًا جدًا».
وحول العقوبات قال: «يسود سوء فهم. يعتقد الناس أن رفع العقوبات يعني تغييرًا اقتصاديًا فوريًا. الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا قبل أن يثق المستثمرون بالبيئة».
وختم: «مخاوفي أن تقول الولايات المتحدة: لقد قمنا بدورنا، ثم تتراجع خطوة إلى الخلف».
شاهدوا الحوار كاملًا هنا
الخاتمة
ماذا قرأتم (وشاهدتم) في 2025؟
كانت الحروب في المنطقة — إيران–إسرائيل، غزة، السودان، واليمن — أبرز أحداث العام وأكثرها متابعة. لكن جمهور قناة الحرة، المنصة العربية الرئيسية لشبكة MBN، تفاعل أيضًا مع أحداث أخرى.
هذه أكثر خمس قصص قراءة في 2025 على موقع alhurra.com:
1. «السيسي وقراران مفاجئان… لماذا الآن؟»
القصة الأكثر قراءة هذا العام، تناولت قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إعادة مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى البرلمان، وإصداره عفوًا رئاسيًا عن الناشط السياسي البارز علاء عبد الفتاح. هل كان ذلك تحولًا إنسانيًا أم مناورة سياسية؟ (الإجابة: مزيج من الاثنين).
2. «الصين توجه تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسرائيل»
غضب صيني عقب زيارة سرية لنائب وزير خارجية تايوان إلى إسرائيل.
3. «الخرطوم تطرق أبواب واشنطن»
كواليس محادثات بين وفد من الجيش السوداني والإدارة الأميركية، مهدت لفرض عقوبات أميركية على جهات أجنبية وأطراف أخرى متورطة في الحرب المستمرة في السودان.
4. «حل الدولتين… في اليمن»
مقابلة حصرية مع عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عرض فيها رؤيته لحل الدولتين في اليمن وإنشاء دولة جديدة باسم «جنوب الجزيرة العربية».
5. «الولايات المتحدة–الجزائر: ما بعد التطبيع والصحراء»
كيف تعمّق واشنطن والجزائر بهدوء تعاونهما في مجالي الأمن والطاقة، رغم الخلافات غير المحسومة حول إسرائيل والصحراء الغربية.
أما أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة:
1. «حصلنا للتو على 4 تريليونات دولار — وأنتم غير راضين؟»
هكذا رد الرئيس ترامب على سؤال صحفي بعد توقيع صفقات ضخمة مع الإمارات والسعودية وقطر — وكان هذا الفيديو الأكثر مشاهدة خلال العام.
2. «أعتقد أن الرئيس أردوغان هو المسؤول عن سوريا»، قال الرئيس ترامب خلال محادثات في البيت الأبيض مع الزعيم التركي.
3. قاذفات B-2 الشبحية تحلق فوق ألاسكا بينما يستقبل ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات حول أزمة أوكرانيا.
4. ماذا قال ترامب عن «إغلاق» مسجد الشيخ زايد الكبير؟
تصريح للرئيس الأميركي أثار جدلًا واسعًا بعد إغلاق المسجد للمرة الأولى في تاريخه لاستقباله خلال زيارته الرسمية إلى الإمارات.
5. كما لفتت الأنظار رسالة مباشرة وصريحة من عضو الكنيست الدرزي الإسرائيلي حمد عمار إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، استدعى فيها تاريخًا مشتركًا وتحدى استمرار الخطاب الطائفي، ما أثار تفاعلًا واسعًا.

تشين شاه
تشين شاه صحفي عمل في CNN وصوت أميركا وراديو أوروبا الحرة قبل أن ينتقل لـMBN حيث يغطي من واشنطن السياسة الخارجية الأميركية وتقاطعاتها مع شؤون وملفات الشرق الأوسط

عزت وجدي
عزت وجدي صحفي ومنتج أفلام وثائقية يمني يقيم في العاصمة الأميركية واشنطن، يحمل درجة الماجستير في الدراسات الإعلامية

جو الخولي
جو الخولي صحافي مختص في الشؤون الدولية، يتمتع بخبرة ميدانية تمتد لأكثر من عقدين بين واشنطن العاصمة والشرق الأوسط. وهو خريج جامعة جورجتاون وشارك في برنامج الزمالة الصحافية لشبكة CNN. تتركز أعماله على السياسة الخارجية الأميركية، والسياسة في العالم العربي، والدبلوماسية. بفضل معرفته بالمنطقة وأسلوبه الواضح، يقدّم تغطية تجعل القضايا العالمية المعقدة سهلة الفهم وقريبة من الناس.



